مقامة المستشفى000
مرضت أختي يوما من الأيام00وكانت قبلها في صحة وسلام00فقرر الأطباء إجراء عملية00أول الإجازة الصيفية00
فكنت أنا خير مرافقة لها00كيف لا؟وأنا من يؤنس وحدتها00ويرسم بسمتها00وجاء اليوم الموعود00فحملت كل ما به النفس تجود 00 لأكسر ما في المستشفى من جمود00من كتب وأشرطة00أُمتّع بها الأفئدة00 وحلوى ومكسرات 00وبعضا من البسكويتات00فقالت لي أختي:هل أنت ذاهبة إلى مجاعة؟لتحملي كل هذه البضاعة؟ ولم أنس أن أحمل معي كتاب الله الجليل00الذي يغنيني عن كل خليل00
قطعنا الطريق شوطا شوطا00حتى وصلنا المستشفى00وبعد أن ملأت أختي الاستمارة 00وهي تكرر دعاء الأستخارة00قالت الممرضة00 وفي فمها ابتسامة معترضة00غرفة رقم ست وخمسون00 في قسم العيون00
تحدد وقت العملية غدا ظهرا00وأختي خائفة تدعو الله سرا وجهرا00فقضينا الليل مابين صلاة ودعاء 00وخوف ورجاء00
حانت ساعة الصفر00فتسلحت أختي بالصبر00فذكرتها بالله 00فما نحن لولاه00ياخير معين00لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين00
مرت الدقائق والساعات وأنا أنتظر00ثم قمت فصليت العصر00وأخذت أدعو ربي00أن يمن بالشفاء على أختي00ثم أخذت أتجول في المستشفى00فتقطع قلبي لما رأيت من المصائب والبلوى00وأخيرا تمت العملية00وانتهت القضية00ولكن مهلا فللحديث بقية00فقد فرض على أختي أن تمكث في المستشفى بضعة أيام00ريثما تصبح على مايرام00
وفي ليلة هادئة00بينما أختي نائمة00خرجت أتجول بين الغرفات00وأُلقي السلام والتحيات00وفجأه 00ماهذا؟00هل هو خيال أم حقيقة؟00إنها (فاطمة)أعزّ صديقة00 فدعوتها لقضاء الليلة عندي00وقلت لها كل ما يذهب الملل في يدي00ولم أكتف بدعوتها فقط00 بل دعوت غيرها بلا وكس ولاشطط00رجعت لأختي وأيقظتها 00فكأن لسانها من الفرحة قد انعقد00لما رأت كل من جاء وقعد00
بدأت الجلسة في أنس ومتعة00وضحك وفرحة00ومضى الوقت حتى أذن الفجر 00وبدأ النور ينتشر00وودعت الفتيات 00وهن من قضاء الليلة سعيدات00 وقلت لأختي ما أقبح المستشفيات 00لولا هذه الجلسات00
مرت الساعات تلو الساعات00وانتهى الوقت الرسمي للزيارات00وعندما انتصف الليل 00إذ بفتيات يدخلن الغرفة كالسيل00الغرفة لجلوسهن لم تسع00فعددهن عشرة وبضع00نظرن لأختي في ابتسامة 00وقلن لها عليك ألف سلامة00
بدأت السهرة مابين نكتة وطرفة00وضحك وفرفشة00ثم حلّ بنا الجوع00حتى سرى في الحنايا والضلوع00فأشارت إحداهن وقالت: هناك مطاعم أسفل المستشفى00تقدم كل ما تشتهي وتتمّنى00فاتصلنا على المطعم00وطلبنا كل ما يلزم00
جاءت الصحون00وامتلأت البطون00ثم دخلت الممرضة لتعطي أختي الدواء00وهي تنظر لنا بكل استياء00وقالت:ما هذا؟ هل أنتن في حفلة ؟ جالسات هكذا بدون شغلة00!
وتكرر في كل ليلة هذا الموال00حتى ضاق بالممرضة الحال00 فرفعت شكوى المدير في الحال00حتى يوقف هذه الأفعال00فأرسلوا إلينا من ألقى التوبيخ علينا00
وحان موعد خروج أختي بالسلامة00 وهي ترفرف كالحمامة00 كيف لا؟ وقد أبعدنا عنها كل ملل وسآمة00ودّعت الفتيات 00وكلنا أمل في لقاءات أخرى وجلسات00
وخرجت من المستشفى 00وأنا أحمل الكثير من الذكرى00كان منها ما قرأتموه آنفا00
0000000000000000000000000000000000000000000000000
ها 0000000000وش رأيكم؟
أنفع أصير كاتبة؟ خخخخخخخخخخخخخ خخخخخخخ خخخ
أنتظر ردودكم0000000000000
000000000000000000000000000000000000000000000
